خاص Lebanon On Time – جوزاف وهبة
نجح النائب إيهاب مطر في إفطاره السياسي الأول (إذا صحّ التعبير) أن يجمع العديد من التناقضات السياسيّة اللبنانيّة على طاولة واحدة، إلّا أنّه لم ينجح في جمع نوّاب طرابلس، حيث غاب عن الإفطار، الذي أقامه في مطعم الشاطر حسن، كلّ من النائبين فيصل كرامي وكريم كبّارة، فيما حضر النواب الباقون أي أشرف ريفي، إيلي خوري، طه ناجي، حيدر ناصر وجميل عبّود.
وقد اشتكى مطر، في خطابه، من عدم التوحّد لأجل مدينة طرابلس، معتبراً “أنّ يداً واحدة لا تصفّق”.
وإذا كان النائب الجديد لم يتمكّن من لمّ الشمل الطرابلسي، إلّا أنّه استطاع، بخبرة سنة سياسية واحدة، أن يجمع المرشّحين الرئيسيين على رئاسة الجمهورية، ميشال معوض وسليمان فرنجيه ممثّلاً بنجله النائب طوني فرنجيه ووزير الإعلام زيّاد مكاري..كما جمع القوات اللبنانية (إيلي خوري وفادي كرم) مع التيار الوطني الحر (النائب آلان عون)..ورئيس الحكومة ممثّلا بالسيّد عبد الرزاق قرحاني مع المنافس المحتمل له الوزير أمين سلام، دون إغفال حضور الأمين العام لتيّار المستقبل أحمد الحريري ممثّلا بمدير المستشفى الحكومي ناصر عدره، جنباً الى جنب مع رموز المعارضة وبالأخص الثنائي ريفي وإيلي خوري!
إلّا أنّ النائب مطر لم يكتف بإنجاز جمع التناقضات السياسية، بل أطلق في الخطاب الذي ألقاه بالمناسبة جملة مواقف تتعارض مع توجّهات معظم المدعوين السياسيين:
-لقد جدّد تأييده لترشيح معوض لرئاسة الجمهورية بحضور تيّار المرده، مع تركه الباب مفتوحاً أمام إمكانية إنتقاله الى خيارات أخرى لتمرير الإستحقاق الرئاسي.
-إنتقد أداء الحكومة، مع تأييده المطلق لضرورة إنعقاد الجلسات لمنع تعطيل الدولة وشؤون الناس والإستحقاقات الدستورية.
-خالف نواب المعارضة، وهو الأقرب إليهم، في موضوع جلسات مجلس النواب لما فيه من ضرورة عدم وقف التشريع في البلد في ظلّ ما يعاني منه على جميع المستويات.
-دعا إلى إجراء الإنتخابات البلدية والإختيارية، ولكنّه في الوقت نفسه دعا للمشاركة في الجلسة التشريعية التي دعا اليها رئيس المجلس نبيه برّي، منعاً للشلل في أداء البلديات والمخاتير.
-إنتقد التيار الوطني الحر، في مسألة “تعجيز تأليف الحكومة بشروط تعجيزيّة وصولاً الى المحاصصة” وهو أمر دأب على ممارسته رئيس التيار جبران باسيل عند كلّ محطّة من محطّات تأليف الحكومات!
باختصار نجح النائب الجديد مطر في جمع شريحة واسعة من القوى السياسية، دون أن يضطرّه ذلك الى تدوير الزوايا أو ممالأة القوى المشاركة، بل أطلق العنان لمواقفه النقدية، ما جعل “الحضور والخطاب” متناقضين بطريقة غير معهودة في المشهد السياسي القائم!