خاص Lebanon On Time – جوزاف وهبه
أن ينهار سقف مدرسة على رأس “ماغي” التلميذة إبنة ال 16 سنة، يعني أنّ البلد ينهار.لا فرق يين سقف المدرسة الذي سقط (قدراً، كما صرّح وزير التربية، يا للعار!) وبين سقف الوطن الذي يتساقط حجراً حجراً وبشراً بشراً(..يا فخامة الرئيس السابق!).
كلّ رؤوسنا قد أينعت – كما جاء في خطبة الحجّاج بن يوسف – ونحن ننتظر ، ببلاهة أو بفارغ الصبر، من يقطفها:سقف مدرسة، أو حادثة سير في طريق معتم، أو رصاصة طائشة، أو إشتباك عائلي..أو بحثاً عن لقمة العيش قي أصقاع الأرض قاطبة!
وما يزيد من فظاظة المشهد وعبثيّته، أنّه ثمّة من يحدّثك – في عزّ قهرك وعتمتك – عن حقوق الطائفة وصلاحيات الجمهورية الفارغة وكرامة هذا الموقع أو ذاك، وكأنّ هناك أكثر أهمّية وسواداّ من أمّ ستنتظر طويلاً عودة إبنتها من المدرسة، ومن أبٍ سرق الموت المجّاني أعزّ ما يملك، ومن أخٍ وأخت ورفيقة لا يفقهون كيف أنّ جداراً قد يقتل صبيّة في وضح النهار، وعلى مرأى من مسؤولين يقضون معظم أوقاتهم على محطّات التلفزة، يتحدّثون في خطب هوجاء عن “نصر مبين”، هو في الخلاصة نصر، ليس إلّا، على من تبقّى من مواطنين من كلّ الطوائف والمناطق والطبقات، على حدّ سواء!
“ماغي” لن تقرأ في كتابها، بعد اليوم.سترسم على دفترها آخر ابتسامة لها بين رفيقاتها، وآخر “صباح الخير” توجّهت به إلى معلّمتها..”ماغي” شهيدة جديدة، لروحها السلام..ولجرح أهلها المفتوح، كلّ العزاء!