من جهته، أكد ياسين لـ«الجمهورية» الإنقسام والخلاف، وأنه ليس جديداً وإنما يعود الى العام 1983 وليس خلافاً شخصياً إنما صلاح اليوسف رفض الحديث وعاتبنا بنبرة لا تخلو من الحدّة، ثم اتصل بقيادات فلسطينية ولبنانية طالباً منها الضغط علينا لعدم إثارة الموضوع.
ولوحظ أنّ إمام مسجد الغفران في صيدا الشيخ حسام العيلاني زار اليوسف وياسين، كونه الخبير بالشؤون الفلسطينية وعلاقته منفتحة على الجميع، وسألت أوساط فلسطينية في حديثٍ لها مع «الجمهورية» عمّا إذا كان العيلاني يعمل على توحيد وجهات النظر بين الطرفين لتضييق الخلافات وردم الهوّة بينهما ورأب الصدع، خصوصاً وأنّ مقدّرات الجبهة بيد الأخوين اليوسف، وهما ينطقان بإسمها في حين أنّ ياسين ينطق بإسم الجبهة ويعلن أنه الشرعي لها في لبنان.
وأضافت المصادر أنّ «صلاح اليوسف يرفض القبول بأيّ طرح في هذا الخصوص لاعتبار نفسه وشقيقه ممثلين لشرعية الجبهة، مشيرةً الى أنّ العيلاني وخلال لقائه كل طرف على حدة، كان يتطرّق الى وضع مخيم عين الحلوة حيث رفض أن يتحوّل المخيم بيئةً حاضنة للإرهابين، مشيداً بدور «عصبة الأنصار» وتسليمها الإرهابي خالد السيد للأمن العام، وأكد أنّ الجيش والقوى الأمنية اللبنانية تحقق إنجازاتٍ لصالح الوطن في اعتقال الإرهابيين والوصول الى أوكارهم في عرسال، وأنه بعد السيد لا خيمة فوق رأس أحد من المطلوبين المتوارين في عين الحلوة، وهذا يستدعي تعزيز دور القوة الفلسطينية المشترَكة للقيام بدورها من خلال التنسيق والتعاون مع الجيش والأمن العام».
وأكد العيلاني أنّ الإرهاب التكفيري على نهايته بعد استعادة الموصل وبعد إنجازات الجيش في عرسال، مطالباً بإعطاء الفلسطينيين الحقوق المدنيّة والإجتماعية من خلال السماح لهم بتملّك شقق والعمل ضمن القوانين اللبنانية.
هذا ولا يمضي يومٌ واحدٌ إلّا ويشهد مخيم عين الحلوة توتراتٍ أمنيّة مسلّحة، آخرها كان الإشتباك الذي وقع بين القوة الفلسطينية المشتركة ومسلّحين، تبيّن أنهم ينتمون الى مجموعة تطلق على نفسها «مجموعة المقدسي» التي يتولّى إمامة مسجدها الشيخ إياد دهشة، وفي التفاصيل أنه سُمع إطلاق نار متقطع في مخيم عين الحلوة، تبيّن أنه على خلفية إشكال وقع بين شبان من حي «الصفصاف» والقوة المشتركة الفلسطينية المتموضعة قرب سنترال «البراق» عند مفرق بستان «القدس» لجهة الشارع الفوقاني، وقد تردّد أنّ عناصر القوة تعرّضوا لإطلاق نار من دون أن يفيد عن وقوع إصابات.
في المقابل صدر بيان عن «مجموعة المقدسي» في المخيم، وهي من المتشدّدين الإسلاميين من بينهم مطلوبون للدولة، نفى أن «يكون لهم أيّ علاقة بالإشكال الذي وقع بالقرب من السنترال، ويشهد على هذا الكلام وجود كاميرات مراقبة لعدة جهات في المنطقة»، مشيراً الى «أننا تعرّضنا للسباب والشتائم وعضضنا على جراحاتنا»، ودعا الى «تجنيب المخيم الفتن».
من جهة أخرى، سلّم كل من المدعو (محمد ح.) الملقب «أبو القساطل» والمدعو (مصطفى ف.) نفسيهما الى قيادة منطقة الجنوب الإقليمية في قوى الأمن الداخلي، والمذكوران مطلوبان بموجب مذكرات قضائية على خلفية إطلاق نار في صيدا القديمة.
وجنوباً، تعرّض مدير موقع البرج الشمالي الفلسطيني أحمد دحويش لإحراق سيارته، ورغم أنّ الخلافات فلسطينية- فلسطينية، فقد دان بيان بإسم ما يُعرف بـ«منتدى الإعلاميين الفلسطينيين في المخيمات» هذا العمل الخطير الذي لن يثني الإعلاميين الفلسطينيين عن مواصلة مسيرتهم الصحافية في قول كلمة الحق والدفاع عن حقوق شعبنا»، مطالباً القوى الأمنية في المخيم القيام بواجبها بكشف المجرمين وتسليمهم للقضاء اللبناني، كما اتصل رئيس المنتدى محمد دهشة بدحيوش مستنكراً إحراق سيارته.
(الجمهورية)