تقوم الهيئة العليا للانتخابات في تركيا بإعادة فرز الأصوات الملغاة بالانتخابات البلدية في 19 دائرة بإسطنبول، بناء على الطعون التي تقدم بها حزب العدالة والتنمية الحاكم.
في غضون ذلك، تساءلت وسائل إعلام موالية للحكومة “من الذي نظم الانقلاب في صناديق الاقتراع؟” وتحدثت عن “سرقة” أصوات في انتخابات بلدية إسطنبول لصالح مرشح المعارضة.
وقالت صحف محلية إن إعادة فرز الأصوات الملغاة في بعض دوائر إسطنبول (المدينة مقسمة لـ 39 دائرة) أسفرت عن إضافة مئات الأصوات الجديدة لصالح مرشح الحزب الحاكم بن علي يلدرم رئيس الوزراء السابق.
ومن جانبه، تقدم حزب الشعب الجمهوري المعارض باعتراض إلى هيئة الانتخابات للمطالبة بوقف عمليات إعادة الفرز.
ورغم فوز تحالف الجمهور -الذي شكله حزب العدالة والتنمية مع حزب الحركة القومية- بنحو 51.7% من مجموع أصوات الناخبين بالانتخابات البلدية التي جرت الأحد الماضي وفقا للنتائج غير الرسمية، فقد خسر الحزب الحاكم البلديات الكبرى بالمدن الرئيسية وأبرزها أنقرة وإسطنبول، غير أنه فاز بأغلب البلديات الفرعية في كلتا المدينتين.
إمام أوغلو مرشح المعارضة المتقدم في بلدية إسطنبول الكبرى (غيتي) |
ومع استمرار مرحلة الطعون وإعادة الفرز، قال علي إحسان ياووز نائب رئيس الحزب الحاكم لشؤون الانتخابات -في مؤتمر صحفي أمس الأربعاء- إن فارق الأصوات في اقتراع بلدية إسطنبول الكبرى بين مرشح الحزب ومرشح المعارضة قد تقلص من 29 ألف صوت إلى أقل من عشرين ألفا.
وكانت النتائج شبه النهائية غير الرسمية قد أظهرت تقدم مرشح حزب الشعب الجمهوري أكرم إمام أوغلو بـ 29 ألف صوت على يلدرم، بعدما حصد كل منهما أكثر من أربعة ملايين صوت، في هذه البلدية التي توصف بأنها الأهم في تركيا.
اجتماع مغلق
وقد اجتمع أمس الرئيس رجب طيب أردوغان -الذي يرأس حزب العدالة والتنمية- بالمرشح يلدرم وعدد من الوزراء وقادة الحزب في لقاء مغلق، لم ترشح عنه تفاصيل عبر وسائل الإعلام.
لكن يلدرم عقد أمس مؤتمرا صحفيا منفصلا قال فيه إن سكان إسطنبول أعطوا قرارهم وإن الهيئة العليا للانتخابات ستعلن ذلك القرار. وتوجه بالخطاب لمنافسه قائلا إن “التصرف بغير رشد” قبل الفصل في الطعون من شأنه أن يثير التوتر بالمجتمع ويضر البلد والشعب.
وأكد مرشح الحزب الحاكم لرئاسة بلدية إسطنبول أنه سيكون أول المهنئين لإمام أوغلو إذا سلمته هيئة الانتخابات وثيقة رئاسة البلدية عند انتهاء مرحلة الطعون.
وكان رئيس حزب الشعب الجمهوري كمال كليتشدار أوغلو -الذي خاض الانتخابات متحالفا مع الحزب الجيد وفاز بـ 37.6% وفقا للنتائج غير الرسمية- قد حذر في وقت سابق من تغيير نتائج الانتخابات ودعا أعضاء الحزب لليقظة للدفاع عن الأصوات التي حصلوا عليها