منذ الضربة التي استهدفت مطار التيفور في التاسع من إبريل، عمدت إسرائيل أكثر من مرة إلى نفي ضلوعها بالموضوع.
وأكد وزير الدفاع الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان في العاشر من إبريل أنه لا يعرف من قصف التيفور، مشدداً في الوقت عينه على أن إسرائيل لن تسمح لإيران بترسيخ أقدامها في سوريا.
ولا شك أن إسرائيل حذرت أكثر من مرة من التواجد الإيراني بالقرب من حدودها ومرتفعات الجولان المحتلة، وهي قصفت أكثر من مرة على مدى السنوات الماضية، ما قالت إنها شحنات أسلحة لـحزب الله الذي يقاتل عناصره في سوريا منذ سنوات.
آخر تحذير إسرائيلي
أما آخر تحذير إسرائيلي، قبيل ضرب مطار الشعيرات فجر الثلاثاء فأتى الاثنين من قبل لبرمان أيضاً.
إذ قال وزير الدفاع الإسرائيلي الاثنين، إن إسرائيل لن تقبل أن تفرض روسيا قيودا على أنشطتها في سوريا أو المنطقة.
وأضاف في مقابلة عبر الفيديو مع موقع “وآلا” الإخباري ردا على سؤال حول انتقادات روسيا للضربة الأخيرة: “سنحافظ على حرية العمل كاملة. لن نقبل أي قيود فيما يتعلق بمصالحنا الأمنية، لكننا لا نريد استفزاز الروس. لدينا خط اتصال مفتوح على مستوى كبار الضباط. الروس يفهموننا والحقيقة هي أننا نجحنا لسنوات في تجنب الاحتكاك معهم” في سوريا.
مطار الشعيرات وأصابع إسرائيل
وفي حين لم يصدر عن إسرائيل أي تعليق بعد حول قصف مطاري الشعيرات في حمص والضمير في ريف دمشق، على عكس ما فعلت واشنطن التي سارعت إلى نفي قيامها بأي نشاط في سوريا ليل الاثنين الثلاثاء، فقد أفادت بعض وسائل الإعلام الغربية إلى احتمال تورط إسرائيل في قصف الضمير والشعيرات.
وتعتمد القوات الإيرانية في سوريا على مطار الشعيرات في استقبال الأسلحة ونقلها إلى مناطق أخرى في البلاد، نظرا للموقع الاستراتيجي المتوسط للمطار في وسط سوريا.
وسبق أن أفادت العديد من التقارير السابقة بتورط إسرائيل بقصف مطار التيفور في التاسع من إبريل.
ما دفع إلى التساؤل بعد قصف مطاري الشعيرات والضمير فجر الثلاثاء إذا ما كانت المواجهة الإيرانية الإسرائيلية قد بدأت فوق الأراضي السورية.
ففي تقرير مطول لتوماس فريدماس في صحيفة النيويورك تايمز، اعتبر الكاتب الأميركي أن سوريا ستنفجر، إلا أن الانفجار هذه المرة سيكون حرباً مباشرة بين إيران وإسرائيل.
ويكتسب هذا التحليل بعض المصداقية، في ظل التهديدات التي أطلقتها إيران عبر أكثر من مسؤول عسكري وسياسي مؤخراً بأن الرد آت، وبشكل مباشر دون وسائط.
ففي الأسابيع القليلة الماضية ولأول مرة في التاريخ، بدأت إسرائيل وإيران بتبادل الضربات بشكل مباشر في سوريا دون وكلاء، بحسب ما أكد فريدمان.
وتابع فريدمان قائلاً: “إن الحرب المباشرة التي لا يمكن احتواؤها، والتي هي بصدد الحدوث بين إسرائيل وإيران، هي على الأرجح الأكثر إثارة للقلق لأنها قد تكون على وشك المرور إلى الجولة الثانية.
فقد انطلقت الجولة الأولى من هذه الحرب في العاشر من شباط/ فبراير، عندما أُسقطت طائرة من دون طيار إيرانية أطلقتها وحدة فيلق القدس التابعة للحرس الثوري انطلقت من القاعدة الجوية السورية “تي 4″، في منطقة واقعة شرقي حمص وسط سوريا، بواسطة صاروخ من طائرة مروحية إسرائيلية من طراز أباتشي كانت تقتفي أثرها منذ أن اخترقت المجال الجوي الإسرائيلي.
وبعد ذلك، شنت الطائرات الإسرائيلية غارة صاروخية، قبل فجر يوم الاثنين الماضي، على القاعدة الرئيسية للطائرات من دون طيار الإيرانية “تي 4”.
وفي هذا السياق، نقل فريدمان عن مصدر عسكري إسرائيلي قوله “كانت تلك أول مرة نهاجم فيها أهدافا إيرانية حية، سواء تعلق ذلك بالمرافق أو الأشخاص”.
كما نقل فريدمان عن مسؤولين عسكريين إسرائيليين تأكيدهم أن إسرائيل لن تقترف الخطأ ذاته الذي ارتكبته في وقت سابق في لبنان، وذلك عندما سمحت لحزب الله بأن يتحول إلى تهديد كبير هناك، فضلا عن أن تسمح لإيران بالقيام بالأمر ذاته بصفة مباشرة على الأراضي السورية.
(العربية.نت)