يواصل النظام السوري مع حليفه الروسي تصعيد قصفه الجوي المستمر على مناطق مختلفة في إدلب وريفها، وكذلك مناطق أخرى بريفي حلب وحماة تسيطر عليها المعارضة السورية المسلّحة.
وتصعد دمشق وموسكو من حدة عملياتهما العسكرية في هذه المناطق منذ بداية شهر أيار/مايو الجاري، بالتزامن مع اشتباكاتٍ متقطعة بين مقاتلين أكراد وآخرين تدعمهم أنقرة بالقرب من عفرين في بعض مناطق الشهباء التي تسيطر عليها قوات حكومية إلى جانب وجود نقاطِ مراقبةٍ روسية فيها.
وأكد مسؤول من المعارضة السورية المسلحة في إدلب أن قصف الطيران الحربي السوري والروسي شمل معظم مناطق المعارضة المسلحة بإدلب وأطراف حلب وحماة قبل أيام.
وأضاف محمد رشيد، الناطق الرسمي باسم “جيش النصر” الذي يقاتل تحت راية الجبهة الوطنية للتحرير في اتصال مع العربية.نت، أن “النظام يحاول التقدم في مناطقنا ولكننا نتصدى له”، مضيفاً أن “المعارضة المسلحة لن تقبل عودة النظام لمناطقها وفرض سيطرته عليها مجدداً”.
ونجم عن التصعيد العسكري السوري الروسي المشترك قتلى وجرحى في صفوف المدنيين، فضلاً عن نزوح أكثر من 150 ألف شخص خلال الأسبوع الأخير من مناطق في شمال غرب سوريا، وفق ما أفادت الأمم المتحدة الثلاثاء، على خلفية تصعيد قوات النظام وحليفتها روسيا وتيرة ضرباتها الجوية.
ويعتبر الهجوم الحالي الذي دمر عدة مستشفيات ميدانية هو الأكبر منذ اتفاق سوتشي المبرم بين موسكو وأنقرة في منتصف أيلول/سبتمبر الماضي.
ضغط روسي على أنقرة
وتهدف موسكو من خلاله إلى الضغط على أنقرة لتطبيق بنود الجولة السادسة لمحادثات أستانة، التي تنص على سيطرة النظام على مناطق في شمال حماة وإدلب وصولاً لحلب، بحسب ما أفادت مصادر للعربية.نت.
وكشفت المصادر أن “سبب تأخير عملية إدلب كان لمنح أنقرة فرصة أخيرة لتعويم تنظيم جبهة النصرة وإلغاء الصفة المتطرفة عنه”، مضيفة أن “أنقرة فشلت في هذه المهمة”.
ولا تتمسك أنقرة رغم الاتهامات الموجهة إليها بدعم المتشددين في إدلب بهذه المناطق، وتحاول التوغل في مناطق أخرى شرق نهر الفرات تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية، بالإضافة لمناطق أخرى تقع بريف حلب، أبرزها بلدة تل رفعت.
عين تركيا على تل رفعت
وتسعى أنقرة إلى السيطرة على بلدة تل رفعت بهدف إبعاد المقاتلين الأكراد منها وإعادة فتح الطريق الدولي بين غازي عنتاب وحلب، وهو أمر لم تتمكن من تحقيقه إلى الآن رغم مناوشاتها العسكرية مع مقاتلين أكراد باستمرار.
وترفض الميليشيات الإيرانية التي تُنشط في أرياف حلب بمناطق تقطنها غالبية من الطائفة الشيعية، سيطرة أنقرة على بلدة تل رفعت، لقربها جغرافياً من مناطق تمركزها.
وتشكل البلدة حديقة حماية خلفية لبلدتي نبل والزهراء اللتين تسيطر عليهما الميليشيات الإيرانية إلى جانب قوات الأسد من أي هجومٍ قد تشنه أنقرة والفصائل الموالية لها.
ويبدو أن مخاوف نازحي عفرين الذين يعيش الآلاف منهم في هذه البلدة منذ سيطرة فصائل مدعومة من تركيا على مدينتهم منذ أكثر من عام، تزيد أكثر فأكثر بالتزامن مع مراجعة موسكو وأنقرة لإعادة نشر قواتهما في تل رفعت.
ويخشى نازحو عفرين سيطرة أنقرة على هذه البلدة كما حصل بمدينتهم، لكن الأمر يبقى مرهوناً بصفقة إدلب، فإن تمكن النظام من بسط سيطرته مجدداً على المحافظة الواقعة شمال غربي البلاد وفقاً لبنود اتفاقٍ روسي ـ تركي سابق، فهذا يعني أن تل رفعت في المقابل، قد تسلم إلى تركيا.وفق ما ذكرت العربية.نت