النتائج والأرقام التي توصّل إليها التعداد العام للسكان والمساكن في المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان تعتبر مفاجأة مدوّية ومن العيار الثقيل!
بعد سنة كاملة من عمليات الإحصاء الميداني بإشراف إدارة الإحصاء المركزي في لبنان، والجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، برعاية لجنة الحوار اللبناني – الفلسطيني في رئاسة الوزارة، تبين أن عدد الفلسطينيين الموجودين في لبنان هو فقط 174.422 لا غير، وذلك بخلاف كل الأرقام التي كانت متداولة في الأوساط السياسية والإعلامية، والتي كانت تصل إلى حدود نصف مليون فلسطيني موجودين على الأراضي اللبنانية!
هذه العملية الميدانية، والتي تمّت بأحدث الوسائل المتبعة في علم الإحصاء، هي الأولى من نوعها في لبنان، وتأخذ أهمية مضاعفة على الصعيد اللبناني، لأنها كشفت وهم بعض الأطراف اللبنانية وقلقها من توطين الفلسطينيين المقيمين في المخيمات وجوارها، خوفاً من خلل ديموغرافي طائفي مدعوم، تبين أن لا أساس له على أرض الواقع.
كما بيّنت هذه الدراسة الإحصائية أن نسبة الفلسطينيين في المخيمات هي بحدود 72.8٪ فقط ، والنسبة الباقية توزعت على الجنسيات السورية واللبنانية، وجنسبات أخرى من بلدان العمالة الرخيصة.
هذا الواقع، الذي أسقط كل الدعايات المضللة عن حجم الوجود الفلسطيني في لبنان، يُفسح المجال لإعادة النظر من جانب السلطات اللبنانية، بالإجراءات المجحفة المطبّقة على الفلسطينيين في لبنان، وتمنعهم من حقوقهم الطبيعية بالعمل وحرية التنقل، وتحول دون تحسين ظروف سكنهم في المخيمات، التي تفتقد إلى أدنى مواصفات الحياة الإنسانية!
الرئيس سعد الحريري وَعَدَ في كلمته بالعمل على فتح صفحة جديدة في التعامل مع الفلسطينيين، وهو قادر على إعادتهم إلى مستوى الحياة الإنسانية!
نون – عن جريدة اللواء اللبنانية