قبل انطلاق ساعة الصفر لمعركة الجيش اللبناني ضد تنظيم “داعش” الإرهابي في جرود رأس بعلبك، نفذت وحدات منه إنتشاراً في منطقة وادي حميّد، ومدينة الملاهي في جرود عرسال، إستكمالاً لعملية إحكام الطوق على مجموعات التنظيم في جرود رأس بعلبك والقاع.
وبعد تأخير لوجستي، استكملت عملية خروج مسلحي “سرايا اهل الشام” وعدد من النازحين السوريين من شرق عرسال في اتجاه بلدة فليطة السورية ومنها إلى بلدة الرحيبة في القلمون الشرقي في ريف دمشق.
وقد انطلقت عند الحادية عشرة وخمسين دقيقة أربعة وثلاثون حافلة تقل المئات من مسلحي “سرايا اهل الشام” وعائلاتهم بإتجاه الاراضي السورية بمواكبة دوريات من الامن العام بالتنسيق مع الصليب الاحمر اللبناني الذي نقل المسلحين الجرحى.
وتوجه الموكب الى الحدود اللبنانية السورية، على أن تتولى السلطات المعنية في سوريا تأمين وصوله إلى منطقة “الرحيبة” داخل الأراضي السورية.
ولفتت المديرية العامة للامن العام في بيان الى انه تم إنجاز إخراج مسلحين كانوا قد احتلوا جزءاً من الأراضي اللبنانية في جرود عرسال وذلك بعد مفاوضات قامت بها المديرية مع المعنيين.
وأشار رئيس بلدية عرسال الى ان هذه العملية تقضي بمغاردة نحو 400 مسلح من سرايا “أهل الشام” إلى جانب نحو 3000 نازح سوري، وبعد خروج المسلحين انتشر الجيش في مواقع مسلحي “سرايا اهل الشام” في الملاهي ووادي حميد في عرسال.
في الموازاة، تسلم الجيش اللبناني شحنة من الآليات القتالية الأميركية، في إحتفال أقيم في مرفأ بيروت، ووصلت ثماني آليات قتال مدرعة من نوع برادلي، وعشر آليات تموين ذخائر مدفعية، تسلمها الجيش من السلطات الأميركية في مرفأ بيروت، بحضور نائب رئيس الأركان للتجهيز العميد الركن جان فرح ممثلاً قائد الجيش العماد جوزاف عون، والسفيرة الأميركية في لبنان إليزابيت ريتشارد على رأس وفد مرافق.
وللمناسبة، نوهت ريتشارد بالدور الوطني الذي يؤديه الجيش اللبناني، وأكدت أن الدعم المستمرّ الذي تقدمه سلطات بلادها له، نابع من الشراكة الثابتة بين البلدين الصديقين، ويهدف إلى تعزيز القدرات القتالية للجيش لمواصلة مكافحة الإرهاب والدفاع عن لبنان.
من جهته، تلا العميد الركن فرح كتاب شكرٍ باسم قائد الجيش الى السلطات الأميركية وسلّمه لريتشارد، أشار فيه إلى الأثر الكبير للمساعدات الأميركية في دعم مهمات الجيش، لا سيما تلك المتعلقة بمواجهة الإرهاب، كما أثنى على الجهود المبذولة لتطوير علاقات التعاون القائمة بين جيشي البلدين.
إشارة إلى أن آلية برادلي تحوي رشاشا يصل مداه إلى 3 آلاف متر، وقاذفة صواريخ مضادة للدبابات.
أمنياً أيضاً، أوقفت قوة خاصة من شعبة المعلومات لبنانياً وسورياً، وقد اعترف الأول بمغادرته لبنان بصورةٍ غير شرعية والالتحاق بداعش، وذلك بمساعدة شبكة تهريب تعمل لصالح التنظيم، بين منطقتي وادي خالد وريف حماه الشمالي، إلا أنه وبسبب المعارك الدائرة في محافظة الرقّة السورية، وتعذُرِ سفرِه إليها، عاد إلى لبنان لحين تلقيه تعليمات جديدة.
كما اعترف الثاني، أنه كان ينوي مع أشخاصٍ آخرين الالتحاق بداعش، وكان بانتظار أن يقوم أحد كوادر التنظيم المُقيم في إحدى الدول الأوروبية، بتحويلِ الأموال له وللآخرين لدفع تكاليف الانتقال. وبضوء التحقيق مع هذين الشخصين، تم تحديدُ أعضاء الشبكة اللوجستية العاملة لصالح تنظيم “داعش” في منطقة وادي خالد، فقامت قوة من شعبة المعلومات بتوقيفِ شخصين منها وهما سوريان، والعمل مستمر لتوقيف باقي أفراد الشبكة.
المستقبل