خاص Lebanon On Time _ خالد أبو شام
بعد دعوة السفارات لرعاياها في لبنان بالمغادرة أو أخذ الحيطة والحذر وتجنّب المناطق الساخنة، والتي جاءت بطريقة مفاجئة منذ عدة أيام وأحدثت تخبُّطًا كبيرًا لدى الرأي العام اللبناني على الصعيدين: الرسمي والشعبي، بدأت تتضح جليًّا خلفيات هذه الدعوات وما ورائها، وبات لدى اللبنانيين إيمان راسخ بأن ثمة أحداث كبيرة سوف تحصل في لبنان مع الأسابيع المقبلة.
هذا وقد بدأت تطلّ هذه الأحداث برأسها المُفزِع في عدة مناطق لبنانية، فمن عين الحلوة إلى مقتل المسؤول القواتي في عين إبل الجنوبية إلى شاحنة الكحالة والتي سقط خلالها قتيلين واحد من حزب الله والثاني من أهالي البلدة، إلى محاولة اغتيال وزير الدفاع برصاصة طائشة، إلى الاستنفار الكبير في مناطق حزب الله، والغضب العارم في المناطق المسيحية، ما يؤكّد بدون أيّ مجال للشكّ أننا مقبلون على أيام عصيبة على كافة المستويات، وأهمها المستويان الأمني والمالي، خصوصًا بعد انتهاء ولاية حاكم مصرف لبنان، وامتناع المركزي عن تمويل الدولة، وإعلان رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي عجز الحكومة عن دفع رواتب القطاع العام ابتداءً من الشهر القادم، والاشتباك السياسي المعقّد بين الكتل خاصة في موضوع انتخاب رئيس الجمهورية، ما يعني بحسب معظم القراءات السياسية أن الذي لا ينحلّ بالسياسة ينحلّ بالشارع، والعين كل العين على شهر أيلول المقبل الذي يعتبره المحللون السياسيون آخر موعد للحلّ _ اللهم هذا إذا كانت المنظومة الحاكمة تريد الحل_ وفي هذا السياق حذّرت العديد من الدول المعنية والمؤثرة بالشأن اللبناني السياسيين في لبنان على ضرورة اغتنام فرصة شهر أيلول لبداية الحل السياسي، والمساهمة الجدية في معالجة كل القضايا الحساسة العالقة في البلد، وإلا فما بعد أيلول ٢٠٢٣ لن يكون كما قبله، خصوصًا أن المجتمع الدولي سيتأكد بصورة مطلقة أن الذين يحكمون لبنان لا يريدون الحل لوطنهم وشعبهم، وبالتالي سيكون هناك موقف حازم لمعظم الدول المعنية بالملف اللبناني لا سيما دول الخليج والولايات المتحدة الأمريكية على مستوى العقوبات كما على مستوى الشارع، فلننتظر هذا الموعد الذي هو على بعد أيام، وإنَّ غدا لناظره قريب.