ويقدم البحث الذي نشر الأربعاء في دورية “نيتشر”، نظرة متعمقة في تشكل النجوم في المجرة، التي يحتمل أن تكون أبعد مجرة يتم رصدها على الإطلاق.

وشاهد العلماء المجرة، التي سميت “إم إيه سي إس 1149 جي دي1″، على الهيئة التي باتت عليها بعد قرابة 550 مليون سنة من الانفجار العظيم، الذي تسبب في نشأة الكون قبل حوالي 13.8 مليار سنة.

وتبعد المجرة عن الأرض نحو 13.28 مليار سنة ضوئية، علما أن السنة الضوئية هي المسافة التي يقطعها الضوء في سنة، وهي 9.5 تريليون كيلومتر.

والنظر عبر مثل هذه المسافات البعيدة من شأنه أن يسمح للعلماء بدراسة المراحل الأولى من نشأة الكون.

ورصد الأوكسجين بالمجرة له دلالات خاصة، إذ لم تكن في الكون في بدايته عناصر مثل الأوكسجين والكربون والنيتروجين، التي تشكلت في البداية نتيجة الانصهارات داخل النجوم الأولى ثم انبعثت إلى الفضاء عندما وصلت هذه النجوم إلى مرحلة الانفجار.

وقال الباحثون إن وجود الأوكسجين يظهر أن جيلا أوليا من النجوم تشكل وتلاشى داخل المجرة “إم إيه سي إس 1149جيه دي1″، وإن تشكل النجوم في المجرة بدأ بعد حوالي 250 مليون سنة من الانفجار العظيم عندما وصل الكون إلى 2 بالمئة فقط من عمره الحالي.

والأوكسجين الموجود بالمجرة أبعد عنصر يتم رصده على الإطلاق.

وقال تاكويا هاشيموتو عالم الفضاء بجامعة أوساكا سانجيو باليابان: “قبل دراستنا هذه، لم تكن هناك سوى تكهنات نظرية حول التشكل الأول للنجوم. رصدنا للمرة الأولى المرحلة المبكرة جدا لظهور النجوم في الكون”.

وتمثل الدراسة خطوة أخرى للأمام في مسعى العلماء للحصول على أدلة تتعلق بالنجوم والمجرات الأولى التي ظهرت في مرحلة الظلام التام عقب الانفجار العظيم، وهي فترة يطلق عليها البعض “الفجر الكوني”.

وقال نيكولاس لابورتي عالم الفضاء بكلية لندن الجامعية: “بهذه الملاحظات، نحن ندفع للوراء حدود الكون الذي يمكن تتبعه، ومن ثم نقترب من الفجر الكوني”.

وأضاف أن محاكاة بجهاز الكمبيوتر تشير إلى أن النجوم الأولى ظهرت بعد قرابة 150 مليون سنة من الانفجار العظيم.

وأكد الباحثون المسافة إلى المجرة عبر تلسكوبات أرضية في تشيلي، وأعادوا تصور التاريخ المبكر للمجرة باستخدام بيانات من تلسكوبات بالفضاء.