ذكرت مصادر أميركية أن إدارة الرئيس دونالد ترمب ستقوم باتخاذ إجراء ضد سفينة إيرانية تمركزت في نقطة رئيسية في البحر الأحمر لعدة أشهر، ويعتقد أنها تقدم الدعم العسكري واللوجستي لميليشيات الحوثي في اليمن، خاصة لدى مهاجمتهم السفن التجارية.
ونقل موقع “واشنطن فري بيكون” عن مسؤولين أميركيين وخبراء عسكريين، الثلاثاء، أن السفينة التي تعرف باسم ” سافيز” تعد السفينة الإيرانية الكبرى للشحن وتتمركز في المياه الدولية في البحر الأحمر، وتقدم المعلومات والدعم اللوجستي لشن هجمات من قبل الميليشيات الحوثية على السفن التجارية، بما في ذلك هجوم أواخر يوليو/تموز على ناقلة نفط سعودية.
وأكد المسؤولون أن التحرك القادم لإدارة ترمب ضد “سافيز ” التي تم شطبها من العقوبات خلال حقبة أوباما، وغيرها من السفن الإيرانية، يأتي كجزء من حزمة أوسع من العقوبات يتوقع أن تبدأ في الخامس من نوفمبر المقبل والتي تشمل العقوبات ضد الموانئ وشركات الشحن وبناء السفن في إيران والشركات التابعة الأخرى لها في إيران.
سافيز توجه زوارق الميليشيات
وتابعت “العربية.نت” تفاصيل سفينة “سافيز Saviz” الإيرانية التي تبين أنها ترسو منذ أكثر من عام في البحر الأحمر، بالقرب من مضيق باب المندب في المياه الدولية، بحسب ما تظهر الأقمار الصناعية، حيث لم تتحرك السفينة التي تشحن حاويات تجارية رسميا، منذ منتصف عام 2017.
وعقب تصريحات ناصر شعباني، القيادي بالحرس الثوري الإيراني، حول الإيعاز لميليشيات الحوثي بضرب ناقلتي نفط سعوديتين قرب باب المندب، سلط مراقبون الضوء على دور إيران في تهديد الملاحة في البحر الأحمر من خلال هذه السفينة المزودة برادار متطور وزوارق مجهزة بمدافع مهمتها توجيه زوارق الميليشيات.
وذكرت وسائل إعلام ناطقة بالفارسية أن العديد من الأسلحة التي سلمها النظام الإيراني إلى ميليشيات الحوثيين تمت بواسطة قوارب سريعة من نفس السفينة، حيث إن هذه القوارب مجهزة بمدافع 23 ملم من نوع ZU.
كما أن “سافيز” نفسها مجهزة برادار نادرا ما يُشاهد في سفن الشحن، لكنه استخدم لتوجيه قوارب ميليشيات الحوثيين لدى مهاجمتها ناقلات النفط السعودية.
وكان قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، قد صرح بأن “البحر الأحمر لم يعد آمناً”، في إشارة منه إلى قيام ميليشيات الحوثي، المدعومة من طهران، بشن هجوم على ناقلتي نفط سعوديتين، ما يدل على تورط إيران بشكل مباشر بتهديد الملاحة في البحر الأحمر بالإيعاز لميليشيات الحوثيين التابعة لهم بمهاجمة ناقلات النفط.
استخدام عسكري لسفينة تجارية
من جانبهم، قال مسؤولون أميركيون مطلعون على تحركات سفينة “سافيز” في البحر الأحمر، لموقع “واشنطن فري بيكون” إنه من المؤكد أن السفينة الإيرانية تقدم دعما لوجستيا للمتمردين الحوثيين في اليمن”. وقال أحد المسؤولين الأميركيين “إن الإيرانيين لا يحاولون حتى إخفاء الاستخدام العسكري لهذه السفينة التجارية”.
وأضاف: “لست بحاجة إلى معلومات استخبارية سرية أو صور الأقمار الصناعية لمعرفة أن السفن التجارية ببساطة لا تتصرف بهذه الطريقة”.
وقال المصدر: “سفن نقل بضائع لا ترسو في نفس المكان لأسابيع في كل مرة، فضلا عن أنها منطقة حرب حيث تطلق الميليشيات صواريخ على سفن أخرى”.
وأضاف: “مكنت إدارة أوباما سافيز من الإبحار عالمياً إلا أن الرئيس ترمب سيضع حداً لذلك”.
وقال جي إي داير، وهو ضابط استخباراتي متقاعد من القوات البحرية إنه “يمكن لسفينة مثل سافيز أن تحمل عناصر القيادة والسيطرة التابعة للقوات العسكرية الإيرانية والدعم اللوجستي”.
كما استشهد خبراء الدفاع الأميركيون في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، بأن “سافيز” توفر الدعم والإمكانيات اللوجستية المحتملة للمتمردين الحوثيين وهم يرتكبون أعمالا إرهابية في المنطقة”.
وقد دعا خبراء بالمعهد إلى أن تقوم إدارة ترمب “بتوجيه المزيد من جمع المعلومات الاستخبارية ضد السفينة الإيرانية لمزيد من الأدلة على أن إيران تنتهك عقوبات الأمم المتحدة وتدعم الهجمات على السفن المدنية”.
ورفض المسؤولون العسكريون الأميركيون في القيادة المركزية التي تشرف على العمليات الأميركية في المنطقة، الإفصاح عن معلومات حول “سافيز” وعملياتها.