أكدت وزارة الخارجية الأميركية أنها تعتبر تصريحات معاون السلطة القضائية الإيرانية محمد جواد لاريجاني حول الأحداث المرتبطة بسفر منفذي هجمات 11 سبتمبر/أيلول “اعترفاً إيرانياً بالذنب” في “تسهيل الهجمات الإرهابية” على برجي مركز التجارة العالمي في مدينة نيويورك.
ونقلت صحيفة “فري بيكن” الأميركية عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية قوله إن تصريحات لاريجاني “تمثل اعترافا لما كانت تؤكد الحكومات الأميركية منذ زمن طويل حول مساعدة إيران لمهاجمي القاعدة من أجل مرورهم عبر الشرق الأوسط”.
وأضاف المسؤول الأميركي: “نحن نفهم من هذا الحديث أن مسؤولاً إيرانياً أكد ما تم توثيقه سابقاً في تقرير لجنة 11 سبتمبر، وجاء في التقرير أن مسؤولين إيرانيين ساعدوا في إخفاء سفر أعضاء في تنظيم القاعدة من وإلى دول المنطقة، بما في ذلك بعدم ختم جوازات سفرهم”.
وأكد المسؤول أن “هذه الأفعال تؤكد مرة أخرى الطبيعة الفظيعة للنظام الإيراني وهي دليل آخر على الدور الخبيث لهذا النظام في العالم”.
وأضاف أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب تعمل على جبهات عدة لمواجهة “الدعم الإيراني للإرهاب” ولن تتردد في زيادة الضغط على طهران.
وقال المسؤول في الخارجية الأميركية: “الإدارة الأميركية مصممة على مواجهة سلوك إيران المزعزع للاستقرار وستزيد من ضغوطها على النظام الإيراني لتغيير سلوكه”.
اعترافات غير مسبوقة
وفي تصريحات غير مسبوقة، كان لاريجاني قد أكد في مقابلة مع التلفزيون الإيراني الرسمي أن إيران سهلت مرور عناصر تنظيم القاعدة الذين نفذوا هجمات 11 سبتمبر 2001 في نيويورك.
وكشف لاريجاني، خلال المقابلة التي بثثت في 30 أيار/مايو 2018 وتداولها ناشطون عبر مواقع التواصل، عن تفاصيل علاقة النظام الإيراني بتنظيم القاعدة وكيفية إشراف مخابرات طهران على مرور واستقرار عناصر التنظيم في إيران.
كما أكد، في المقابلة التي ترجمت “العربية.نت” مقطعاً منها، أنه “جاء في تقرير لجنة هجمات 11 سبتمبر المطول، والتي ترأسها شخصيات مثل لي هاميلتون وغيره، جاء في صفحات 240 و241، أي في صفحتين أو ثلاث، استفسارات حول دور إيران في القضية، مشيرين إلى أن هناك مجموعة تقارير أفادت بأن عناصر القاعدة.. الذين دخلوا الأراضي الإيرانية برحلات جوية أو برية، طلبوا على الحدود من السلطات الإيرانية أن لا يتم ختم جوازات سفرهم”.
وأضاف: “حكومتنا وافقت على عدم ختم جوازات سفر بعضهم، لأنهم عبروا بشكل رحلات “ترانزيت” لمدة ساعتين وكانوا يواصلون رحلتهم دون ختم جوازاتهم، لكن كل تحركاتهم كانت تحت إشراف المخابرات الإيرانية بشكل كامل”.
وهاجم لاريجاني الولايات المتحدة لأنها اعتبرت هذه القضية دليلاً لتورط إيران في هجمات #11_سبتمبر في نيويورك، وغرمتها بمليارات الدولارات، قائلاً إن “الأميركيين اتخذوا هذا كدليل على تعاون إيران مع القاعدة، كما اعتبروا مرور طائرة من الأجواء الإيرانية وبداخلها أحد الطيارين المنفذ للهجمات وبجانبه قائد عسكري في حزب الله، بأنه يدل على تعاون مباشر مع القاعدة من خلال حزب الله اللبناني”.
ومع هذا، أكد لاريجاني، الذي يرأس ما تسمى “لجنة حقوق الإنسان” في السلطة القضائية الإيرانية والمتهمة من قبل منظمات حقوقية دولية بالتغطية على انتهاكات حقوق الإنسان في إيران، أن أفراد القاعدة كانوا على اتصال دائم بوزارة المخابرات الإيرانية واستخدموا إيران في رحلاتهم إلى أفغانستان أو سائر مناطق العالم.
عملاء إيران يهاجمون “العربية”
هذا وكتبت صحيفة “فري بيكن” الأميركية أن، بعد تقارير أولية اكتسحت مواقع التواصل الاجتماعي، حاول مسؤولون إيرانيون في الأمم المتحدة إعادة تصنيف تصريحات لاريجاني وقالوا إن “العربية تلاعبت بالترجمة”.
وأضافت الصحيفة: “رغم هذا، فإن موقف إدارة ترمب يمثل إدانة لدور الحكومة الإيرانية في مساعدة مهاجمي 11 سبتمبر ومن الممكن أن يعقّد المناقشات الجديدة بشأن مستقبل الاتفاق النووي الذي ابتعد ترمب عنه”.