ما زال الغموض يكتنف جريمة العثور على جثتي رجل وطفل في براميل مخللات بمعمل للمخللات بشارع جزيرة بدران بمنطقة روض الفرج شمال مصر.
الجريمة الغامضة والمفجعة التي أثارت فزع ورعب سكان المنطقة، بدأت تتوالى تفاصيلها، لتكشف عن ألغاز غامضة، يعكف رجال الأمن في مصر في محاولات متواصلة لحلها وإزالة غموضها.
ووفقا للتحقيقات، فإن صاحب المعمل أرسل الضحيتين، وهما رجل يبلغ من العمر 46 عاما، وطفل يبلغ من العمر 13 عاما، لتنظيف المحل في الثانية ظهرا، في يوم وقوع الحادث، ثم لاحظ تأخرهما، فأرسل إليهما أحد العمال ليجد المعمل مغلقا من الخارج.
وقال صاحب المعمل إن العامل عاد إليه ليحصل على نسخة من مفاتيح المحل ويعاود فتحه والبحث عن الرجل والطفل، مضيفا أن العامل افتتح المعمل وفور دخوله اكتشف الجريمة المروعة، حيث وجد جثة الرجل طافية في برميل المخلل، وعلى الفور استغاث بالمارة الذين ساعدوا في انتشالها ليكتشفوا جميعا جثة الطفل غارقة في الأسفل.
تحطيم محتويات المعمل
أقارب الرجل الضحية وفور علمهم بالجريمة سارعوا إلى المعمل وحطموا محتوياته، اعتقادا منهم أن صاحب المعمل وراء الجريمة، أو أن الإهمال أدى لمصرع الرجل والطفل.
أقوال شهود العيان كشفت عن لغز آخر، هو أن الجثتين ملامحهما مشوهة، ما رجح أن الحادث وقع منذ أيام، وليس مجرد ساعات، ووجود الجثتين في البرميل أدى للتشوه تحت تأثير الأملاح الشديدة.
سيناريوهات الأمن
السيناريوهات التي يبحثها رجال الأمن المصريون لكشف غموض الحادث تتلخص في سيناريوهين: الأول هو أن الطفل وقع في البرميل أثناء تنظيف المحل، وحاول الرجل إنقاذه فسقط خلفه، وتشوهت جثتهما بفعل الأملاح الشديدة، ولقيا مصرعيهما تحت تأثير الغاز الخانق الصادر من البرميل، وفي هذه الحالة يكون الحادث قد وقع قضاء وقدرا، ولا شبهة جنائية فيه.
السيناريو الثاني هو أن الجريمة بفعل فاعل، وأن القاتل ألقى الطفل أولا في البرميل، ثم تخلص من الرجل، وألقاه في نفس البرميل، وأغلق المحل بعد تنفيذ جريمته.
واستدعت أجهزة الأمن عددا من الجيران وسكان المنطقة للاستماع إلى أقوالهم، والوصول لخيط يقودهم لكشف غموض الجريمة.
وكان قسم شرطة روض الفرج قد تلقى بلاغاً بالعثور على جثتين لرجل في العقد الخامس من العمر، وطفل في العقد الثاني، داخل براميل “طرشي” في معمل لتصنيع المخللات بالمنطقة.
وتم تحرير محضر بالواقعة، وأمرت نيابة شمال القاهرة الكلية بتشريح الجثتين، وطالبت المباحث بسرعة إجراء تحرياتها حول الواقعة.