أكد النائب السابق بطرس حرب في مقابلة مع قناة العربية أن “التركيبة السياسية الموجودة اليوم في لبنان مستغربة بعض الشيء، والشعب اللبناني فوجئ بقرار صدر عن قيادة حزب الله في لبنان بأنه سيرد على إسرائيل بالنظر الى حادثتين، الاولى حادثة الطائرتين المسيرتين فوق الضاحية الجنوبية في بيروت والثانية مقتل عنصرين له في سوريا، القرار اتخذ من قبل حزب الله بالرد على إسرائيل وأعلنت الحرب، وللاسف الحكومة اللبنانية والسلطة السياسية في لبنان كان لا علاقة لها بالأمر”.
واضاف: “اعلن فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، لأسباب متعددة منها عدم تصدع الصف الداخلي، أن لبنان لن يقبل بالاعتداء عليه، وسيدافع عن سيادته، وهذا أمر طبيعي، ولكن ما نخشاه هو أن يجر القرار الذي اتخذ من خارج الحكومة اللبنانية لبنان إلى حالة لا يستطيع تحمل نتائجها، بالطبع سيادتنا وكرامتنا غالية جدا ويجب أن ندافع عنها الا اننا يجب أن نأخذ بعين الاعتبار ما هي ارتدادات المواجهة العسكرية على الدولة اللبنانية والشعب اللبناني ولاسيما على الوضع الاقتصادي والاجتماعي في لبنان، لذلك من المفترض أن تأخذ المؤسسات الدستورية القرار في لبنان ولكن للأسف القرار اتخذ وكان هذه المؤسسات تؤقلم نفسها مع القرار المأخوذ الذي ليس لنا علاقة به كسلطة سياسية في لبنان”.
وتابع: “الموقف الإسرائيلي العدائي للشعوب العربية والشعب اللبناني ليس بجديد، ولا نستغرب أن يكون هناك نيات عدوانية على لبنان، والحروب اليوم في تطور. هناك طائرات مسيرة ووسائل إلكترونية لخوض الحروب وطائرات من دون طيار كل هذه امور جديدة تطل على ساحة المواجهات العسكرية، ولكن بالنسبة إلينا كلبنان يجب علينا أن نأخذ بعين الاعتبار كيفية تفادي حصول حرب مع اسرائيل في هذا الظرف بالذات لانه ليس من مصلحة لبنان أن تحصل هذه الحرب وما يترتب عليها من انعكاسات على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي، لاسيما أن لبنان يعاني من أزمة اقتصادية كبيرة جدا ويفتش عن حلول للخروج منها”.
ورأى أن “الشعور المتبادل والموجود عند الناس اليوم هو أن حزب الله سيرد بشكل لا يؤدي إلى حرب ومواجهة ولكن المؤسف في هذا الموضوع وفي هكذا حالات أن قرار الحرب الكبير مرتبط ليس فقط بإسرائيل وبحزب الله ولكنه مرتبط بالوضع الإقليمي والدولي وفي القرارات الدولية والتوجه الذي ممكن أن يحصل عند أصحاب القرار أي لعبة الامم الكبرى وانعكاساتها على الشعوب الصغيرة مثلنا، انا بالنسبة لي كلبناني طبعا سيادة لبنان وكرامة اللبنانيين مقدسة ونحن كلبنانيين لا يمكن إلا أن نكون متضامنين مع بعضنا ضد إسرائيل إلا أنه في الوقت نفسه نحن من دعاة أن يتحكم العقل بالقرار وليس الغرائز وردات الفعل العنفوانية التي قد لا تعود بالخير على الشعب اللبناني”.
وقال: “عندما قيل إن هناك اجتماعا سيحصل بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والرئيس الايراني حسن روحاني وجدنا ما قد يفسج بالمجال إلى تفادي المواجهة العسكرية الكبرى لانه في وجود جو من التشنج بين إيران وأميركا يصبح من السهل الوقوع في حرب كبرى قد تؤدي إلى نتائج كارثية، ولكن عندما استعاد الحوار بين الطرفين دوره ممكن أن يحفف من هذا التوجه ويحل مكانه نوع من التفتيش عن مخرج والكلام انه سنرد على إسرائيل دون أن يؤدي إلى حرب ودون اشتعال المنطقة بكاملها. وفي رأيي، لا يقدم حزب الله على شيء لا توافق عليه إيران او لا تريده ايران فاذا وجدت إيران انه من مصلحتها ان لا تشتعل المنطقة لن تحصل الحرب التي يحكى عنها ، واذا كانت مصلحة إيران بالاتجاه المعاكس يمكن ان تحصل هذه الأمور لان المصلحة التي تقرر ما يجب فعله هي مصلحة المحور الايراني السوري مع حزب الله”.
وأضاف: “في لبنان وجدت إيران ذراعا عسكرية لها على الحدود الإسرائيلية وهامش المناورة بالارض اللبنانية أكبر بكثير من هامش المناورة مع الجيش السوري لانه إلى جانب الجيش السوري ليس هناك منظمات شبيهة بحزب الله لهذا السبب ترسل إيران رسائلها إلى إسرائيل بشكل اسهل عليها من لبنان وبارباكات اقل لاسيما أن الوضع في سوريا وان كان استقر قليلا لكنه لم يحسم نهائيا وما زالت المنطقة تشكل نوع من الخاصرة الضعيفة لأي مواجهة فيها قد يكون لها انعكاسات على اصعدة اخرى، لهذا السبب المواجهة من لبنان اسهل بالنسبة لايران لاسيما أن حزب الله أجرى تدريباته العسكرية في الحروب السورية ولديه الامكانات المادية والعسكرية والتقنية الحديثة ما يؤهله على توجيع إسرائيل وإلحاق الضرر بها بشكل قد يردعها عن مغامراتها ضد لبنان وهذا الأمر ليس متوفرا في سوريا”.
وختم حرب: “ثمة سلطة مسؤولة موجودة في لبنان وهناك رئيس جمهورية ورئيس حكومة ويفترض أن تلعب السلطة هذا الدور من خلال الاتصالات التي تجريها مع المجتمع الدولي ومجلس الأمن وأصدقاء لبنان في الخارج، لان لبنان ليس متروكا ولديه أصدقاء يتشاور معهم لتفادي وقوع اي ارتداد عكسي وضرر عليه، لذلك على الحكومة أن تقوم بواجبها ولا تشارك في تسهيل جو الحرب في لبنان والمنطقة، واعتقد ان الاتصالات التي يقوم بها الرئيس سعد الحريري ليست لدفع لبنان نحو المواجهة بقدر ما هي لتفادي المواجهة في إطار عدم استفزاز حزب الله الذي أخذ قراره بالرد على الاعتداء الإسرائيلي على الضاحية وعلى موت العنصريين في سوريا”.