مع انتهاء عملية تشكيل اللوائح وانطلاق عمل معظم الماكينات الانتخابية في دائرة الشمال الثانية برزت عدة تطورات میدانية لا يمكن اغفالها وقد يكون لها تأثير على مجريات العملية الانتخابية في هذه الدائرة التي سجل فيها أعلى نسبة لوائح 11 لائحة هي خليط سياسي. حزبي ومجتمع مدني و” ثوار”. فبعد أن تقدمت وخطفت الاضواء قبل اقفال باب الترشيحات، لوحظ جليا في الآونة تراجع وهج لائحة “الارادة الشعبية” (كرامي – الصمد – المشاريع) ويمكن القول انها بلغت الذروة، حيث عادت لتبرز تباعاً نقاط الضعف في تكوينها: من هجوم كمال الخير الصاعق (والي الضنية وتردد الطرابلسي) فاستدارته الانتخابية الى العائلة من خلال تاييده المرتقب للنائب السابق كاظم الخير، إلى “فويسات” رفعت عيد والتي تعكس عدم الرضى في جبل محسن على المرشح عضو اللائحة محمد طرابلسي، فضلا عن وجود عدة مرشحين لهم حيثياتهم في الضنية وهم حكما سيصعبون من مهمة النائب جهاد الصمد الذي كان يعول عليه لرفع حاصل اللائحة كما حصل في انتخابات العام 2018 بالمقابل، تتقدم نقاط قوة لائحة “إنقاذ وطن” برئاسة اللواء أشرف ريفي بالاستناد الى واقعين موضوعيين: -الأول يتمثل في الاستفادة من التجربتين السابقتين الغنيتين بالعبر، وهما النجاح غير المتوقع في الاستحقاق البلدي عام 2016 في مواجهة كل القوي المحلية مجتمعة،
والإخفاق غير المتوقع في الاستحقاق النيابي عام 2018. -الثاني، هو احتواء اللائحة على 4 بلوكات إنتخابية وازنة، إذا ما أحسن تنظيمها وتأطيرها:بلوك اللواء أشرف ريفي والذي تجاوز الستة ألاف صوت في الانتخابات السابقة، بلوك القوات اللبنانية في أوساط مسيحيي الأقضية الثلاثة في لبنان والمهجر، بلوك النائب عثمان علم الدين في المنية، وبلوك المرشح بلال هرموش في الضنية. اضافة إلى عامل مهم هو ماكينة اللواء التي التفت حوله مجموعة من الضباط المتقاعدين ليشكلوا رأس الحربة في معركته التي توعد فيها خصومه الكثر بالهزيمة. ويمكن القول ان غياب ” المستقبل” وعدم اعلان الرئيس نجيب ميقاتي عن دعمه العلني للائحة التي يتمثل فيها بعدة مرشحين وتجفيف منابع الدعم المالي لها حتى اللحظة، كلها عوامل رفعت من رصيد ريفي وجعلته يتصدر المشهد ويدخل في مواجهة حقيقة مع بقية اللوائح الرئيسية.
المصدر: التحري نيوز