في وقت يعدّد فيه المحللون سيناريوهات الرد السعودي على هجمات “أرامكو” بعدما حمّلت الرياض وواشنطن إيران مسؤوليتها، حذّرت مجلة “فورين بوليسي” الأميركية من اتجاه الولايات المتحدة الأميركية إلى الرد عسكرياً، مؤكدةً أنّ إشعال فتيل حرب لحماية أسواق النفط سيأتي بنتائج معاكسة.
وفي تقريرها، استعرضت المجلة مجموعة من الأسباب التي ستثني ترامب عن “مهاجمة إيران”، مؤكدةً أنّه من شأن اندلاع حرب في الخليج أن يزعزع استقرار نظام النفط العالمي بشكل كبير.
توازياً، قالت المجلة: “على الرغم من أنّ الولايات المتحدة تعدّ اليوم المنتج الأول للنفط في العالم، إلاّ أنّ البلاد ليس منيعة في وجه انعدام الاستقرار (..)”، مضيفةً: “سوق النفط ذات طبيعة عالمية، فحتى لو أصبحت الولايات المتحدة مصدرة صافية للنفط، ستظل تتأثّر بارتفاع أسعار النفط. وستدفع المصافي ثمناً أعلى مقابل الخام، بغض النظر عن مصدره”. وتابعت المجلة بأنّ ارتفاع الأسعار هذا سيطال في نهاية المطاف الأميركيين، لافتةً إلى أنّ ارتفاع أسعار الوقود يُعد خطيراً بشكل خاص في سنة مماثلة، حيث يستعد ترامب للترشح لولاية ثانية. كما حذّرت المجلة من أنّ ارتفاع أسعار النفط لفترة طويلة قد يؤدي إلى ركود اقتصادي، ما سيلحق ضرراً أكبر بفرص ترامب الانتخابية الرئاسية.
إلى ذلك، قالت المجلة إنّه في حال “ضربت إدارة ترامب إيران، من جانب واحد أو بالاشتراك مع السعودية، واستهدفت منشآت النفط الإيرانية، فإن هذه الهجمات ستؤدي إلى إيقاف العمل بالمزيد من المصادر النفطية”، مبينةً أنّ “إيران ما زالت تنتج أكثر من مليوني برميل من النفط يومياً، وتصدّر حوالى نصف مليون برميل يومياً من المنتجات النفطية وغاز البترول المسال إلى مجموعة متنوعة من المستهلكين”.
المجلة التي ذكّرت بتهديد إيران بالرد على الأعمال العسكرية الأميركية أو السعودية، نبّهت من “تعطيل المزيد من المنشآت أو تعطيل الإصلاحات في منشأتي بقيق وخريص”. كذلك، تحدّثت المجلة عن احتمال رد إيران من خلال محاولة منع نقل النفط، مشيرةً إلى أنّ الحرس الثوري الإيراني أظهر نية في احتجاز ناقلات النفط الأجنبية في الخليج، ولافتةً إلى قدرة القوات الإيرانية هذه على استخدام الألغام البحرية وغيرها من المتفجرات لتعطيل ناقلات النفط. بالإضافة إلى ذلك، لم تستبعد المجلة إغلاق إيران مضيق هرمز، محذرةً من أنّ المحاولة وحدها قادرة على تعكير أسواق النفط العالمية.