من جلسة مجلس الوزراء الوداعية نهاراً، إلى طيّ مجلس النواب ليلاً صفحة ولاياته الممدّدة قسراً.. ينطلق الأسبوع حافلاً بالمحطات الدستورية والاستحقاقات التشريعية والتنفيذية ليدفع البلاد قدماً على سكة استنهاض المؤسسات بكافة قطاعاتها الاقتصادية والإنمائية والحيوية استمراراً لمسيرة «استعادة الثقة» الحكومية والنيابية بالتكافل والتضامن بين الرئاسات الثلاث. وإذا كان رئيسا الجمهورية ميشال عون ومجلس الوزراء سعد الحريري سيعبّران على طاولة مجلس الوزراء اليوم عن موقفهما الداعي إلى استكمال هذه المسيرة والتأسيس على إنجازاتها وتعزيزها في المرحلة المقبلة، فإنّ رئيس مجلس النواب نبيه بري أكد أمام زواره أمس حسبما نقلوا لـ«المستقبل» أنه عازم على «تسهيل» عملية تشكيل الحكومة العتيدة وتذليل العقبات التي قد تعترض سرعة تأليفها، نافياً في الوقت عينه وجود أي نية في فرض «شروط مسبقة» من أي نوع على الرئيس المكلف تشكيلها.
ومع دعوة «رئيس السن» النائب ميشال المر المجلس النيابي الجديد للانعقاد الأربعاء، تتجه الأنظار بدءاً من الغد إلى مواقف الكتل النيابية إزاء الاستحقاق الانتخابي لكل من رئيس المجلس ونائبه، في ظل أكثرية حاسمة لكفة إعادة انتخاب بري في سدة الرئاسة الثانية، مقابل تباعد ملحوظ في المواقف بين كتلتي «المستقبل» و«القوات» من جهة وبين الكتل النيابية الداعمة لانتخاب النائب إيلي الفرزلي لنيابة رئاسة المجلس من جهة ثانية، وآخرها رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط الذي أعلن ذلك أمس من «عين التينة» مستتبعاً هذا الموقف بصورة على صفحته عبر «تويتر» تضمّه إلى بري والرئيسين الراحلين سليمان فرنجية ورشيد كرامي، الأمر الذي أكد معلومات ترددت حول سعي رئيس مجلس النواب إلى تشكيل تكتل نيابي عريض يضم كتل «التنمية والتحرير» و«اللقاء الديمقراطي» و«المردة» إلى جانب عدد من الكتل الحليفة والنواب المنفردين من الشمال والبقاع، في إطار فسّرته أوساط نيابية بأنه مقدّمة لـ«جبهة نيابية رئاسية» مبكرة استعداداً للاستحقاق الرئاسي المقبل.
وبانتظار تبلور خارطة التحالفات والاصطفافات النيابية الجديدة، وبعد اكتمال عقد مجلس النواب الجديد بهيئته الرئاسية الأربعاء، سيكون الاستحقاق التالي حكومياً بامتياز مع استعداد رئيس الجمهورية إلى الدعوة نهاية الأسبوع لعقد الاستشارات النيابية المُلزمة في قصر بعبدا حيث الاتجاهات والمواقف باتت محسومة باتجاه إعادة تكليف الرئيس الحريري تشكيل الحكومة العتيدة لتعود الأنظار مجدداً إلى ساحة النجمة لرصد مفاعيل مشاورات التأليف التي سيجريها الرئيس المكلف مع مختلف الكتل النيابية تمهيداً لبلورة تصوره إزاء التشكيلة الحكومية الجديدة بما يتيح تأمين أرضية تنفيذية مُنتجة تستكمل عملية استنهاض الدولة ومؤسساتها في مواجهة الاستحقاقات الراهنة والداهمة محلياً وإقليمياً.
(المستقبل)