بدأت مرحلة عصيبة في المنطقة، شديدة التعقيد وخياراتها لا تبعث على الأمل، بسبب “عناد” رئيس الإقليم الكردي مسعود بارزاني على إجراء استفتاء الإقليم عن العراق، وفق ما ذكرت صحيفة ملليت التركية.
وتشير الصحيفة الى أنه “في الحقيقة ليس من الصواب القول إنه عناد من بارزاني، فالولايات المتحدة وإسرائيل هما من شجعاه عليه. فواشنطن تظاهرت بأنها تعارض الاستفتاء ببعض التصريحات، لكن الاعتراض موجه لتوقيته فقط.
كما أنها واصلت دعمها للأكراد بالسلاح والذخيرة بشكل علني، وعلى مرأى من تركيا. كل ذلك كافيًا لبارزاني حتى يدفعه إلى إشعال الفتيل”.
وتتابع صحيفة ملليت: “ولهذا فإن الفترة الحالية تدور فيها الأحاديث حول الخيارات العسكرية أكثر من المبادرات الدبلوماسية، وعلى الأخص من ناحية استخدام تركيا حقوقها الناجمة عن الاتفاقيات الدولية وتوقيت الاستخدام.
وفي هذا السياق تشهد المنطقة الحدودية تحركات مكثفة. وحول ما يمكن أن يقع من أحداث تحدثت أمس مع مسؤول في الاستخبارات التركية، فقال:
“يجب أن تغلق صناديق الاقتراع حتى يكتسب التدخل المشروعية. لأنه بارزاني قد يتراجع عن الاستفتاء حتى إغلاق الصناديق، وهذا يعتبر مبادرة غير مكتملة. وفي هذه الحالة لن يلقى التدخل الدعم الدولي. لكن إذا اكتملت المبادرة فإن حق تركيا يصبح ساريًا عندها. لأن معاهدة أنقرة تنص على أن تركيا طرف في حال تعرض وحدة أراضي العراق للتهديد. كما أنه يتوجب انتظار صدور نتيجة سلبية عن الاستفتاء، وإن كان ذلك مستبعدًا. بمعنى أنه مع إغلاق الصناديق واكتساب الأمر الصفة الرسمية عندها يبدأ سريان حقوق تركيا الناجمة عن المعاهدات الدولية”.
وأضاف: “في هذه الحالة يمكن أن تبدأ عملية جوية وليس برية في آخر شهر أيلول. تُقصف من خلالها معسكرات حزب العمال الكردستاني، الموجودة في محيط مناطق تمركز البيشمركة. ولن يستهدف القصف البيشمركة بالذات، لأنه سيكون بمثابة تحذير. عندها سيلجأ الطرف الآخر لإثارة اشتباكات مع الأتراك في كركوك والموصل عن طريق عناصر حزب العمال الكردستاني. فهناك حوالي 300-400 مقاتل من الحزب في كركوك على سبيل المثال. والموقف الحقيقي بالنسبة لتركيا سيتضح بعد زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. فإذا دعم بوتين تدخل تركيا ستزداد صلابة موقف أنقرة”.
لكن هناك اتفاقية أنبوب غاز وقعها بوتين مع بارزاني قبل أيام؟
“قد يكون وقع الاتفاقية بهدف حماية مصالح بلاده. وبالنتيجة فإن بوتين لن يحارب بارزاني مباشرة. كما أنه يعلم جيدًا مدى الضرر الذي يمكن أن تلحقه به كردستان خاضعة لسيطرة الولايات المتحدة وإسرائيل.
وعن توقعاته كمسوؤل استخباراتي للأحداث القادمة، أضاف:
“يمكن لإيران والعراق وتركيا تنفيذ عملية عسكرية مشتركة. على سبيل المثال يمكن للقوات التركية دعم الجيشين العراقي والإيراني. حاليًّا هناك قصف مدفعي من جانب إيران، التي يمكن أن تتقدم أكثر نحو الداخل، في حين تدخل القوات العراقية كركوك. وتقوم تركيا بعملية تطهير ضيقة النطاق ضد حزب العمال. فإذا فعلت ذلك لن يكون هناك تأثير مباشر على الصعيد الدولي. بالطبع سيكون هناك ضغوط، لكن يمكن للعراق أن يقول إن البلدين المذكورين يقدمان له المساعدة في مواجهة تقسيم أراضيه. هذا ما ستفعله تركيا على الأغلب، لأن رئيس أركان الجيش العراقي زار أنقرة للمرة الأولى. وقبله أيضًا جاء نظيره الإيراني. وهذا يعني عملية عسكرية مشتركة”.
(ترك برس)