ألقى الأمين العام لتيار “المستقبل” أحمد الحريري كلمة، في حفل عشاء الرهبانية المارونية في روما، في حضور البطريرك الماروني مار بشار بطرس الراعي وعدد من الأساقفة وأعضاء الوفد اللبناني الذي زار روما والتقى البابا فرنسيس، بدعوة من المؤسسة المارونية للانتشار.
وإذ نوه بـ”بأن الدور الذي يقوم به البطريرك الراعي ليس دورًا دينيًا بقدر ما هو دور دنيوي أيضاً”، اعتبر أن “مساعيه الدائمة لا تقتصر فقط على تضميد جراح الحرب الأهلية، بل إن دوره أكبر من ذلك بكثير في ظل ما يقوم به من رد على مخطط تهجير المسيحيين من الشرق، للتأكيد على أن عودة المسيحيين إلى الشرق ستكون من خلال لبنان ودور المسيحيين فيه”.
وتوجّه أحمد الحريري إلى الراعي بالقول: “نقدر دورك، ونعرف كم تمر بصعاب حتى تتمكن من المحافظة على امن المجتمع المسيحي في لبنان واستقراره، ويمكن أن نقول اننا نطمئن ببعضنا، ونقوى ببعضنا، ونحمي بعضنا، وليس لدينا لا اكثرية ولا اقلية في لبنان، فقد قال الرئيس الشهيد رفيق الحريري اننا اوقفنا العدّ”.
وأشار إلى أن “مخطط تهجير المسيحيين من الشرق ليس جديدًا، وشهدناه في العراق وسوريا وفي كل المنطقة العربية، ولا يزال لبنان هو البلد الذي يُحمى فيه المسلم بالمسيحي ويُحمى المسيحي فيه بالمسلم. وانا لا اقول هذا الكلام إلا عن قناعة وايمان بهذه القيم التي كرسها فينا الرئيس الشهيد رفيق الحريري، في عائلتنا أولاً، وفي تيار المستقبل ثانيًا، وهي نابعة من ايمان واضح بأن خير الامور الوسط، والاعتدال هو الاساس، لان اي تطرف ديني او عرقي او عقائدي لا يؤدي الى نتيجة بل يؤدي الى خراب”.
وإذ دعا إلى أن “نشتري السلام سوية بدل الحروب مهما كان ثمنه”، اعتبر أحمد الحريري “أن التاريخ لا يجب أن يعيد دائمًا نفسه بصورة أبشع مما كان، بل علينا أن نعمل كي يعيد نفسه بصورة احلى”، مطالبًا “السياسيين بالتعلم من المصائب التي مررنا بها، وبالتفكير مليًا لنعرف ان عدم مشاركة 50 % من اللبنانيين في الاقتراع هو جرس انذار لنا جميعًا، وانه بقانون انتخابي كهذا اذا شارك 20% من الذين لم ينتخبوا فإنهم يغيرون معادلات كثيرة، وهم اعطونا فرصة هذه المرة، ولكنها لن تدوم الى الابد، فالحياد السلبي سيصبح ايجابياً ويقوم بالكثير على كل الجبهات، لذا فكلنا مسؤولون عن موضوع تشكيل الحكومة وستتشكل بإذن الله في اي لحظة”.
وإذ رأى أنه “يجب أن يبقى لبنان المسلم والمسيحي قويًا بجناحيه ببركة سيدنا البطريرك”، أشار إلى أن :”سفيرة لبنان في روما ميرا ضاهر وسفير لبنان في الفاتيكان فريد الخازن يمثلان لبنان خير تمثيل “، شاكراً المؤسسة المارونية للانتشار التي تقوم بهذا التواصل الذي “لولاه لما كانت جمعتنا اليوم التي تعبر عن لبنان وتمثل الفسيفساء اللبناني بجميع اطيافه السياسية والدينية”، ومخاطباً رئيس المؤسسة المارونية للانتشار شارل الحج بالقول :”نفتخر بك، ونعتبرك منا وفينا، ونحن جاهزون للمساعدة، لأننا نعتبر انه يجب ان يبقى لبنان على الصورة الموجود فيه”.
وختم بالقول “اشكر قدس الأباتي نعمة الله الهاشم فهو عزيز على قلبي وتعلمت منه الكثير، وكل يوم نعيشه نتعلم منه، نقول له دائما “ليصلِ من اجلنا ويباركنا، ونحبه من قلوبنا”.