وفي التفاصيل التي نشرتها جريدة “التايمز” البريطانية واطلعت عليها “العربية.نت” فإن لاجئاً سودانياً يُدعى منير حسن محمد ويبلغ من العمر 37 عاماً تعرف من خلال موقع إسلامي على الإنترنت متخصص بالزواج والعلاقات الاجتماعية إلى فتاة تُدعى رويدا الحسن وتبلغ من العمر 33 عاماً، ودبرا مؤامرة كادت تؤدي إلى عمليات إرهابية في بريطانيا.
وبحسب ما استمعت المحكمة ظهر الاثنين فإن رويدا التي تحمل مؤهلاً عالياً في الصيدلة والكيمياء قدمت معلومات ونصائح ومساعدة لمنير حول العناصر والمواد والمكونات اللازمة لتصنيع القنابل والعبوات الناسفة، وكانا يُحضران لتنفيذ عمليات إرهابية خلال الفترة من نوفمبر 2015 حتى ديسمبر 2016، لولا أن السلطات اكتشفت أمرهما واعتقلتهما وأحالتهما إلى القضاء.
ويسكن منير في مدينة ديربي التي تبعد عن لندن نحو 200 كلم إلى الشمال، أما رويدا فتسكن في شمال غرب العاصمة لندن.
وكشفت المدعية العامة أن السوداني منير كان قد وصل إلى بريطانيا قبل ثلاث سنوات وطلب اللجوء فيها، ومؤخراً أقام علاقة من خلال شبكة “فيسبوك” مع شخص تبين أنه جنرال في تنظيم “داعش”، ولاحقاً لذلك عقد منير النية على تنفيذ هجوم إرهابي في بريطانيا ليكون أحد “الذئاب المنفردة” التابعة للتنظيم.
وتقول المدعية العامة التي تابعت القضية، وتُدعى أنا وايت، إن منير كان يداوم على نشر الصور والفيديوهات الترويجية لتنظيم “داعش”، ثم تعرف إلى السيدة الصيدلانية رويدا من خلال موقع زواج وتعارف مخصص للمسلمين، ومن ثم تبادلا معاً الأفكار المتطرفة وبدآ التخطيط لشن هجوم إرهابي.
وبحسب المدعية العامة فإنه عند اعتقال السوداني منير في شهر ديسمبر الماضي فإن الشرطة وجدت بحوزته عنصرين من ثلاثة عناصر لازمة لصناعة القنابل شديدة الانفجار، وهي العناصر التي كانت قد أبلغته رويدا بها، كما وجدت بحوزته دليلاً ليتعلم من خلاله كيفية صناعة القنابل والعبوات الناسفة.
وكان منير قد أنشأ حساباً على موقع التعارف الإسلامي وعرَّف بنفسه على “البروفايل” بأنه مواطن بريطاني من أصول سودانية ويبحث عن زوجة من أجل إنجاب الأطفال، كما كذب منير في التعريف عن نفسه بقوله إنه “فيزيائي يعمل في القطاع النفطي”، وهو في الحقيقة ليس سوى عامل في مصنع للمواد الغذائية، كما أنه استخدم وثائق مزورة للتعريف بشخصيته.
يشار إلى أن العديد من التقارير كانت تحدثت عن أن تنظيم “داعش” يستخدم الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي في تجنيد الإرهابيين ونشر التطرف، لكن هذه المرة هي الأولى التي يتم الكشف فيها عن استخدام مواقع الزواج والتعارف في التجنيد وتبادل الخبرات، بما في ذلك كيفية صناعة المتفجرات والقنابل.